أكثر الأسباب التى تؤدى لظهور التجاعيد فى وجهك
الوجه البشرى لوحة حية يرتسم عليها ما يخالج النفس و الشعور ، فلكل حس من احساسات النفس
سمة على الوجه ، و عضلات الوجه الدقيقة تشترك فى كل عمل من أعمال الدفاع ، فإذا تكلم الشخص
انطبع على وجهه معنى كلامه ، و إذا حرك ذراعيه بقوة و غضب ، شاركته عضلات الوجه بإظهار
معنى الغضب و القوة ، و إذا فرح ظهرت أثار الفارح على وجهه و إذا فزع بدت على وجهه إمارات الفزع ،
و لم يخطىء من قال أن الوجه مرأة النفس ، فالأسنان تكذب ، والشعر يخدع ، أما خطوط الوجه و تجاعيده ،
فهى لا تكذب ولا تخدع ، إن عضلات الوجه هى التى تشارك النفس فى عملها ، إلا أن المعنى يبدو على جلد
الوجه ، و متى قدم عهد الجلد ، و كثر عمله أضاع من حيويته ، و أصبح كسائل بركانى جرى فوق الأرض ،
ثم لما برد إتخذ شكل ما تحته من حفر و أخاديد و تحديات ، فهذه الثنيات و الإلتواءات هى التجاعيد ، وبقدر
ما يكون قد إنطبع على الوجه من معان أخذة بعضها ببعض ، بقدر ما تكون التجاعيد باكرة ، و إذا أردنا أن
نعبر عن التجاعيد تعبيراً شعرياً قلنا أن التجاعيد هى كتاب النفس ، فالجلد ليس سوى صفحة من الورق يخلط عليها
براع النفس حروفه ، و النتيجة تختلف بحسب ما يكون هذا البراع حاد الطرق أو عريضه ..
و التجاعيد تظهر على وجه المرأة قبل الرجل ، و ذلك لأن جلدها أنعم من جلده ، و شعورها أرق من شعوره ،
إن الحياه ليست سوى طائفة من الميول النفسية ، و الميول مهما إختلفت فإنها تنتهى إلى أمرين ، السرور أو الألم
فالغرور و الإزدراء و الهوان و الحسد و الرعب و الفزع كلها ظاهرات تتصل بالألم ، و الطرب و السعادة و الغبطة
و الحظ و النشوة و الدهاء و العبقرية ظاهرات تتصل بالسرور ، و لايمكن إدماج عديمى الشعور فى زمرة من يتألم
أو يطرب ، فهؤلاء بعيدون عن الإنسانية و ما تتصف به من إحساس ، و عضلات الوجه لا تقوم بعمل
متعادل فى إظهار هذين الحسين ، فالفرح و الطرب لا تشاركه الا عضلات قلائل ، أما الألم و الجزن فتشترك
فيهما كل عضلات الوجه تقريباً ، و لذا نجد الأشخاص الذين يغلب عليهم التشاؤم و الحزن أكثر تجعداً
ممن يغلب عليهم التفاؤل و السرور ، و التجاعيد البادية على الوجه تكون عمودية على الألياف العضلية المحدثة
لها ، ولذا فإن الحزن و مشتقاته تحدث التجاعيد المتجهة إلى الأسفل ، و " الجهة الوحشية " ، أى فى إتجاه
معاكس لمنتصف الوجه ، أما الطرب فعلى العكس من ذلك ، فإنه يتأثر عضلات الضحك يرفع زاويتى الفم
و يدفع الوجنات إلى الأعلى ، فيحدث التجاعيد المتجهة نحو الأعلى و الجهة الوحشية ،و على هذه القاعدة
فالشخص المرح الطروب المتفائل ، حتى الهادىء تكون تجاعيده محصورة فى ثلمين ممتدين من جناحى الأنف
إلى زاويتي الفم ، و " غمازتين " على الوجنتين ، و بضع تجاعيد تحت العينين تنتج عن إتجاه الوجنتين وقت الضحك
نحو العينين ، أما فى الشخص المتشائم الحزين ، فالتجاعيد تكون عبارة عن " ثلمين " إلى جانبى الفم ،
و ثلمين أخرين يبدأن من زاويتى العينين و يمتدان نحو الوجنتين ، و تجاعيد فى الأجفان العلوية من جراء
التقطيب المستديم ، و تجاعيد شعاعية فى زاويتى العينين الوحشيتين ، و تجاعيد عمودية عند ملتقى الحاجبين
تتصل بتجاعيد الجبين الأفقية ، و التفكير يحدث فى الجبين تجاعيد شبيهة بتجاعيد الحزن ، غير أن التجاعيد
التى حول الفم تختلف عنها ، أما المريض و المتألم فتزيد على تجاعيده تجاعيد أفقية تحت الشفة السفلى ،
و الغضوب تكون تجاعيده خليط من الفئتين فهو يجمع بين كأبة الغضب ، و طرب الثأر ، إذ يلذ له أن يثأر
أما المستخف و المزدرى فتجاعيده خاصة به لإعتياده لوى شفتيه إزدراء ، و تظهر تجاعيد الممثلين باكرة
و كثيرة لفرط ما يحاولن إظهاره من معان تمثيلية و عواطف نفسية ، و التجاعيد تدلنا على مهنة الشخص
فتستطيع أن تفرق بين وجه العالم و المفكر و الرسام و الكاتب و الموسيقار ..
و أعظم عامل فى إحداث تجاعيد النساء هو النزق العصبى ، و الثورات النفسية ، حتى قيل :
إذا جردت المرأة من أعصابها و إحساسها فإن وجهها لا يتجعد أبداً ، و التخاوص : " أى النظر إلى الشمس
مع أطباق الأجفان قليلاًُ " يساعد على حدوث التجاعيد فى جانبى العينين الوحشيتين ، و النوم على وسادة
عالية يساعد على ظهور التجاعيد الأفقية فى العنق ، كما أ، النحول بعد البدانة يحدث التجاعيد ، وبما أن أكثر
من نصف الجسم البشرى مكون من مائعات فنقص هذه المائعات وجفافها يساعد على التجعد ، ثم إن
الجلد الجاف وهو غالباً جلد الشقر ، و الجلد الشحم ، و هو غالباًُ جلد السمر ، لا يهرمان فى نسبة واحدة
فالثانى قد منحته الطبيعة الشحم الذى يساعد على بقائه مشدوداً ، و هكذا فإن الوجه الذى تحت جلده قليل من الشحم
لا يتجعد باكراً ، إلا إنه عندما تهرم المرأة ، تصير تجاعيده أشد أثراً و أعمق غوراً و أكثر إتساعاً من تجاعيد الوجه
الجاف الذى تكون تجاعيده ناعمة دقيقة ..
و أهم أسباب تجاعيد الوجه : الهرم و النحول ، فالهرم لا علاج له ، أما التجاعيد الناتجة عن النحول و ما إلى
ذلك فعلاجها التمسيد ، إذ أن الجلد مطاط و قابل للإنكماش و الترصيص ، و سبب إرتخاء الأسجة الناتجة عن
النحول ، هو الغذاء الناقص فإن عدم تناول الشخص المواد الحرورية اللازمة يضطر البنية لإستهلاك ما أدخرته
من شحم ، فإذا كانت البنية شابة فتية و العضلات حية ، فالتمسيد يقويها و يجعلها تملى الفرغ ، و تنطبق هذه
الحالة على النحافة اللارادية بإستعمال الغدة الدرقية مثلا ً ....
0 comments:
إرسال تعليق
الرجاء كتابة تعليق واختيار مجهول فى الاسفل