فوائد النوم على الحواس و المخ و التركيز
تستطيع تعريف النوم أنه فترة من العزلة و لكنها عزلة لذيذة ممتعة تريح الأعصاب المتوترة من عناء
العمل و تريح الجسد المكدود المرهق ، الأرق أيضاً عزلة ، و لكن شتان بين الأثنين ، فالأرق عزلة
كئيبة حزينة تزيد من التوتر ، و الإرهاق و المعاناة و لا تقللها ، و النوم الصحى يجب أن يأتى إليك
كالحبيب الذى يسعدك حضوره ولا يبالغ فى التمنع عليك ، والذى لا تذهب أنت إليه تدق بابه فى
عنف حتى يرد عليك و قد لا يرد ، لإنك عندما تذهب أنت إليه ، فإنك تذهب إلى النوم راكباً الأقراص
المهدئة أو المنومات أو المخدرات و كلها تأخذك إلى طريق أخر يؤدى إلى المرض و الهلاك ، و ما
أن تشكو من الأرق أو قلة النوم إلا و تندفع نحوك النصائح من كل صوب ، فمن قائل عليك بالأسبرين
و من ناصح بدواء السعال و أخرين من أنصار طاجن البصل أو حلة المحشى قبل النوم ، و النصائح
لا تنتهى فالمجال مفتوح لكل ذى تجربة ..
الإنسان لا يرى و هو نائم ، وحكمة الله أن هذه البوابة على العالم الخارجى يجب أن تقفل تماماُ لأنها
أوسع البوابات تنهال منها المؤشرات على المخ فيما يقترب من 80 % من المعلومات ، والضوء الأزرق
الخافت هو أنسب أنواع الإضاءة التى تساعد على قفل هذه البوابة ، العينين ! فتح العينين بالقوة عن طريق
" بربشة " العين أو فتحها و إغلاقها كوسيلة للبقاء متيقظاً لا تجدى لأن المخ هو صاحب القرار وليس
الجفون ، إذا ما شعرت بالنوم يحاصرك و أنت تقود سيارتك ، لا تحاول فأنت فاشل فى محاولتك حتماً ،
إركن نم عشر دقائق ثم إستأنف رحلتك لتضمن الذهاب سالماً لنقطة الوصول ..
والنوم الصحى المفيد يفضل أن يكون فى الليل و فى الظلام ، وقد ثبت علمياً أن النوم بالنهار
و فى الضوء أقل فى فائدته بكثير عن نوم الليل المظلم ..
أولاً : الضجيج :
الأذن لا تغلق و أنت نائم ، وحاسة السمع تقل و أنت نائم و لكنها تظل موجودة و إن كات بدرجة
أقل ، و كلما كانت غرفة النوم معزولة ضد الأصوات الخارجية جيداً كلما كانت فرصة النوم الهادئة أكبر ..
ثانيا ً : اللمس :
حاسة اللمس تظل تعمل و أنت نائم بدرجة معقولة و لعلنا نلاحظ أن أسهل طريقة لإيقاظ النائم هو لمسه و ليس
الوقوف أمامه أو محادثته ، حكمة الخالق أن هذه الحاسة تظل تعمل ليشعر الإنسان بخطر البرد القارس المميت
أو الحر اللافح الخطير على الصحة أو الحريق أو السقوط فى الماء ... ، و هنا يجب أن نعلم أن النائم
الذى تناول العقاقير المنومة قبل نومه يفقد هذه الميزة و يتعرض للمخاطر سابقة الذكر ، و كم من حوادث
قرأنا عنها فى الصحف عمن أخذوا المنومات ونام و السيجارة فى يده ، ليجدوه متفحماًُ فى اليوم التالى ...
ثالثاً : الشم :
حاسة الشم تختفى تماماً و أنت نائم ..
رابعاُ : الإرادة :
هى أول ما يختفى من قدرات المخ و أخر ما يسترجع عند الإستيقاظ ..
خامساًِ : الفكر :
هو الأخر يتلاشى أثناء النوم ، و هكذا نرى أنك لكى تنام جيداً نوماًُ صحياً مريحاً فعليك أن تتأكد
من إغلاق كل بوابات الإحساس كى تنعزل تماماُ عن العالم الخارجى ، إغلق عينيك ، إغلق أذنيك بأن
تنام فى مكان هادىء ، أغلق بوابة اللمس بأن تنام فى درجة حرارة مريحة ، 13 درجة للحجرة ،
و 30 درجة للفراش ، و قبل كل ذلك لا تفكر قدر إستطاعتط ..
سادساً : تناول الغذاء قبل النوم :
تجنب الوجبات الدسمة قبل النوم مباشرة ، " إتغدى و إتمدا .... إتعشى و إتمشى "
أنثاء النوم دقات القلب تقبل و ضغط الدم ينخفض ، وتصل أقل مستوياتها بعد ثلاث ساعات
من النوم ، و يقل إفرازات الصفراء من الكبد ، وتقل كفاءة الجهاز الهضمى و قدرته على هضم
الطعام لذلك فمن المنطقى أن تنام بعد الأكل بفترة كافية لإتمام عملية الهضم و الإمتصاص لأن أجهزتك
لن تكون لها القدرة الكاملة أن تفعل هذا الواجب و أنت نائم ، و مطالبتها بهذا عبء قد يكون خطراً عليك
سابعاً : حجرة النوم :
إذا كان مهم أن تعرف " متى تنام " فالأهم من ذلك أيضاً أن تعرف " أين تنام "
و هناك أكثر من 600 منتج تباع للمساعدة على تهيئة الجو للنوم ، زنانة تعطى إيقاع ممل
يدفع للنوم ، شريط تسجيل به ناس تتثائب كل عشر ثوان ، غطاء أسود للعينين ، قربة ساخنة ،
بطانية كهربائية ، إلى أخر القائمة ، و لكن الذى يجب أن نؤكده أن كل هذه " الوسائل المساعدة "
تأتى فى المقام الثانى ، بينما العامل الأساسى الذى يفتح أمامك باب النعاس هو " أنت "
الضجيج و الهدوء مسألة نسبية تختلف من إنسان لإنسان حسبما تعود و أحيانا ً يوقظك من النوم
صوت جارك الذى يدق مسماراً فى حائطه بينما يوقظ إنسان أخر أن يتوقف الدق فى المصنع الذى يجاوره
و الذى تعود على النوم على ضجيجه منذ طفولته ..
كل هذه العوامل تساعد على نوم هادىء و مطمئن من أجل صحة أفضل ..
0 comments:
إرسال تعليق
الرجاء كتابة تعليق واختيار مجهول فى الاسفل