كيف تتخلصين من ارتخاء و تهدل الجلد بالحمامات النشائية
أول ثوب للمرأة هو الجلد ، و المرأة تكون جميلة أياً كان لون جلدها ، كما لا يؤثر على جمال التمثال
كونه من رخام أو نحاس أو حجر أسود ، قد يكون الجلد أبيض او أصهب أو أشهب أو أشقر أو أسمر
أو أدكن ، و قد تكون لمعته براقة أو كامدة أو باهتة ، إن ذلك لا يسىء إلى جمال الجلد حتى ولو كان
أسود ظليلاً ، إنما البغيض من الجلد هو " الابرش " أى الذى تقع العين على لونين فوق سطحه ،
يجب أو يكون الجلد ناعماً لميساً ، مخملى المجس ، حريرى الملمس ..
كان يظن أن وظيفة الجلد تقتصر على حماية العضلات و الاجهزة الداخلية ، غير ان العلوم قد تناولته اليوم
بالبحث و التمحيص ، و أخص منها بالذكر علم " الفسسلجة " ، فظهر ان للجلد تأثيراً على الحياة بإفرازاته الداخلية
و الخارجية ، إذ أن فضلات البدن تخرج من مناتج الجلد و مسامه كما تخرج من الكليتين ، و نستطيع تشبيه الجلد
بقماش له بطانات ثلاث ، الأولى : البشرة ، و هى طلاء للجلد فقط ، و الثانية : الأدمة ، و هى الطبقة الفعالة ، كما
أنها أوسع سطح للنهايات العصبية ، و للشبكة الوعائية ، ويمكننا إعتبارها أكبر غدة ذات إفراز داخلى فى البدن ،
و الثالثة : طبقة خلايا تحت الجلد الشحمية ، إن التفاوت بين مختلف الهيأت و الأشكال يتبع التفاوت بين بطانات
الجلد ، كما أن الجمال يتبع متانته و إسترخاءه ، فالشخصان المتماثلان تمام التماثل من حيث الطول و الثقل
و التكوين ، نجد ذا الجلد الأمتن و الأنضر أكثر جمالاً و بضاضة من ذى الجلد المسترخى المتهدل الحجوم ..
إن الرياضة و الهواء و النور و الماء تمنح الجلد نعومة و متانة لا يعادلها شىء ، كما أنها تمنحه تمططاً يزيد
فى التفافه و انطباقه على العضلات و الحجوم فتزداد هذه بدورها تكوراً و إتساقاً و صلابة ، ثم إن النور و الهواء
يؤثران على الخلايا الشحمية التى تحت الجلد و يؤمنان توازعها فى جميعع سطوحه بإتزان ، فتمتنع التجمعات
و " التكتلات " المعيبة فى الجسم ، أن توازع الشحم المنتظم يمنح الجسم الخف و الغيد ، و يخفى العظام
الناتئة ، فيجعلها لينة صقيلة مستديرة ، ولا يبعد أن يكون الخالق أوجد هذه الطبقة لتكون تحت الجلد كطبقة
" الطين " على الجدران قبل تكليسها لتخفى عيوب الحجارة ..
حفظ صحة الجلد : إن حفظ صحة الجسم العامة لا تكون كاملة ما لم ترفق بحفظ صحة الجلد ، و ذلك لأن البنية
مجموعة متوازنة ، و إختلال أى عضو منها يؤدى إلى إختلال بقية الأعضاء ..
فللجلد أهمية تعادل أهمية المعدة و الرئتين و القلب ، كما أن له حياة خاصة و عملاً رئيسياً خاصاً ،
لقد أثبت العلم أن الإنسان ليس حيواناًُ مائياً ، و أن وسطه الحيوى ليس الماء ، بل الهواء وا لنور ،
أما الماء ففائدته للجسم البشرى هى أنه اولاً واسطة ضرورية للنظافة ، و هذه تؤمن بالحمامات و المغاطس ، ثانياً
أنه واسطة لتقوية الدوران الجلدى ، أى تحريك أوعية الدم رياضياً و تمرينها ، و هذه الرياضة لا تؤمن بواسطة المغاطس
بل بواسطة الترشيش ، أما لون الجلد و ليونته و إرتصاصه و نضارته فهى لا تتم إلا بالنور و الهواء ، و من المعلوم
أن الجلد يحمر لونه بتأثير الحرارة ، و يزرق بتأثير البرودة ، و أن المصابين بفقر الدم يشحب لونهم ، فالعامل
الأقوى فى تلوين الجلد و ترصصه هى الصباغات الموجودة فى الأدمة ، و هذه الصباغات تتكون بتأثير النور
المباشر أو بأشعاعه ، و لا تكون أبداً بتأثير الماء ..
ان الشمس و الهواء ينقيان الجلد و يجعلانه متراصاً صقيلاً و ليناً كما يجعلانه كثيفاً مقاوماً مطاطاً فينطبق
الجلد فى هذه الحالة إنطباقاً كاملاً على الأنسجة التى تحته و تمتنع التجعدات عنه كما أنهما يمنحان الجلد دماً
صافياً نقياً متسقاً فلا يرتخى و لا ينهدل و يسهلان التعرق و هو من علائم الصحة ، ثم إن التعرض للهواء و الشمس
يبدد رائحة العرق ، هذه الرائحة التى لا تضايقنا كثيراً لإعتيادنا عليها مع إنها فى الحقيقة رائحة غير مستحبة ..
ثم إن الهواء و الشمس ينعشان الطبقة الشحمية تحت الجلد التى تلعب دوراً هاماً فى الموازنة الغذائية ، فالتعرض
للهواء و الشمس يمنع البدانة التى تفسد الجسم ، و التى يشكو منها أغلب الناس خاصة بعد سن الأربعين ، فتفسد
تقاطيع الجسم الجميل ، و تزيل خطوطه الدقيقة و تحدث " العكن " ، و الكتل الشحمية فتغدو المرأة فى عداد
العجائز القبيحات ، و من هنا ضرر البقاء دوماً فى ثياب كثيفة تمنع النور و الهواء من النفاذ إلى الجلد ، فيحسن
بالمرأة أن تعرض جلدها لهذين العاملين فى عزلتها و إنفرادها فتقضى مدة من الزمن عادية فى الهواء الطلق ..
إن مسام الجلد تتراوح بين المليونين و الثلاثة ملايين ، و الجلد يفرز مواداً ضارة بالجسم بقدر ما تفرز الرئة
و الكليتين ، و لا يموت الشخص إذا إحترق قسم كبير من جلده إلا لتعطل جلده عن العمل ..
و للجلد أنواع ثلاثة : الأول ذو الخلايا المتراصة و النسيج الناعم الذى يصعب رؤية المسام فيه ،
و هو لطيف المجس ، أبيض ، براق ، لامع ، كجلود النساء الشقر و الكثيرات من الصهب ، و الثانى
هو الذى نستطيع أن نقول عنه أنه الجلد الطبيعى ، لأنه جلد الأكثرية الساحقة من البشر ، و هو أقل
نعومة من الأول، و الثالث هو الجلد الجاف ، الصلب ، الخشن ، المجس ، و الذى تتخله أحياناًُ شرينات حمراء ..
فالنواع الأول من هذه الجلود ليس بحاجة إلى عناية خاصة ، إذ أن الخالق قد أنعم عليه بحسن الصنع ، و لا يحتاج
إلا لحمامات المياه العذبة من أن إلى أخر ، و أفضل هذه الحمامات التى يضاف إليها قليل من النخالة ، و هذه طريقة
تجهيزها : يوضع مقدار " 5 " كيلويات من النخالة فى كيس و تغلى فى ماء مدة من الزمن ، ثم يصب هذا الماء
المغطس " بانيو " بعد عصر الكيس جيداً للحصول علي المواد النشائية ، أما النوع الثانى : اى الجلود الطبيعية
فالحمام النخالى يفيدها أيضاً و لا بأس من عمله مرتين فى الأسبوع ، و يحسن قبل المباشرة بالحمام أن يدلك
الجلد بزيت الزيتون النقى بواسطة فرشاة ناعمة ، على أن ينشف بعد بضع دقائق قبل النزول فى المغطس
أما النوع الثالث : أى الجلود الجافة ، فإن الدلك بالزيت لا يكفيها ، و هى فى حاجة إلى الدلك بمادة " اللانولين "
على أن تظل على الجلد مدة ربع ساعة و قطعة بحجم الجوزة من اللانولين تكفى لدلك الجسم كله ثم يزال اللانولين
الجسم بغسله بصابون لين كثير الدهن قليل القلويات ..
أما إذا كان الجلد دهنياً بطبيعته ، فيحسن ان يضاف الى ماء المغطس ( 150 ) غراماً من كربونات الصودا ،
و من الحمامات التى تحتاج المرأة لإستعمالها : الحمامات النشائية ، و هى تفيد فى ترطيب الجلد المهتاج و تلطيفه ،
فيؤخذ كيلو واحد من النشا و يذاب فى ماء فاتر ، ثم يضاف إليه ماء ساخن ويصب فى ماء المغطس و يحرك بشدة
و هناك أنواع كثيرة من الحمامات اقتصرنا على ذكر ما له علاقة بحفظ صحة الجلد مباشرة ..
و هذه هى أفضل الطرق التى يمكنك أن تنتبعيها من أجل التخلص من إرتخاء الجلد و تهدله ..