الأربعاء

فوائد الرياضة لتحسين حالتك النفسية I التمرينات الرياضية التى تعالج الإكتئاب

فوائد الرياضة لتحسين حالتك النفسية و علاج الإكتئاب



قد يجتاحك أحياناً شعوراً بالإكتئاب أو الإحباط أو التوتر و قد تشعرين بالرغبة فى السير لمسافة طوية 

و لكن هل لاحظت مدى الإرتياح الذى تشعرين به بعد ذلك ؟ ، ما الذى يؤدى إلى هذا الشعور بالإرتياح ؟

هل هو إمتلاء الرئتين بالهواء النقى ؟ أم تحريك العضلات الذى يساعد على تدفق الدم بكفاءة أكبر ؟ 

أم هى الأندورفينز التى يفرزها الجسم مع النشاط الحركى و الرياضة ؟ فى الواقع أن كل هذه الأسباب

مجتمعة هى التى تسبب الإرتياح النفسي و البدنى بعد ممارسة الرياضة ..

فمما لا شك فيه أن الرياضة هى الدواء الفعال لتغيير الحالة النفسية و إعتدال المزاج ، و هذا يرجع إلى 

التغيرات الفسيولوجية التى تحدث فى الجسم أثناء ممارسة الرياضة و خاصة التغيرات التى تحدث فى المخ،

و لكن الأبحاث أثبتت أن الأمر أكثر تعقيداً مما كان يعتقد ، بل إن كل نوع من أنواع الرياضة ، و زمن ممارسته

له تأثيره الخاص على الحالة النفسية للشخص ..

فقد ثبت منذ سنوات عديدة أن الرياضة تدفع الجسم لإفراز مادة الأندورفينز و هى مادة مسكنة شبيهة بالمورفين

هذه المادة هى أحد العناصر المسئولة عن حالة الإرتياح النفسى التى يشعر بها الشخص بعد ممارسة الرياضة 

هذا إلى جانب إكتشاف خمسة عوامل أخرى مساعدة و هى أولاً إرتفاع درجة حرارة الجسم التى تساعد على إرتخاء

العضلات ، ثانياً إرتفاع مستوى المونامينز و هى مجموعة من الموصلات العصبية و تشمل النورابينيفرين 

و الدوبامين و السيروتونين ، وهذه المواد تساعد المخ على الهدوء و السكينة ، ثالثاَِ: التغيرات التى تحدث 

فى الطبقة الخارجية من المخ نفسه ، و لأن المخ عبارة عن وحدات كهربية لها مواصفات خاصة ، فقد



أمكن تسجيل أنشطته و قياسها و من خلال ذلك تمكن العلماء من ملاحظة إزدياد تردد موجات خاصة بالمخ تسمى 

موجات ألفا و هى موجات بطيئة تعكس مدى حالة الإرتياح و الهدوء التى يمر بها المخ ، و هى نفس الموجات

التى تصاحب تمارين التأمل و اليوجا و التمارين النفسية الأخرى ، رابعاً : الهرمونات التى يزداد إفرازها

مع ممارسة الرياضة و هى هرمونات غدة الهيبوثالاماس و الغدة النخامية و الغدة الكظرية ،

و كلها تفرز الأبينيفرين ، و النورابينيفرين ، و هذه الهرمونات تعد السيقان و الأذرع و الأعضاء و المخ للقيام

بالمهام الشاقة ، فهى تزيد من كفاءة العضلات و ترفع معدل التنفس و ضغط الدم مما يسمح بإمداد العضلات بالمزيد

من الأكسجين لإستخدامه أثناء المجهود الرياضى ..

هذه الهرمونات تفرز كذلك  أثناء التعرض للتوتر و الضغط العصبى لذا فإن ممارسة الرياضة أثناء الشعور بالتوتر

تعمل على توجيه هذه الهرمونات فى الإتجاه الذى يفيد الجسم و هذا هو السبب وراء الشعور الشديد بالراحة مع

ممارسة الرياضة بعد يوم عمل شاق ..

و أخيراً يأتى دور الأندرو فينز التى ثبتت أن لها دور أكبر من مجرد تسكين ألم العضلات المجهدة نتيجة العمل

فهى تعمل على رفع ضغط الدم و درجة حرارة الجسم و تؤثر على الشهية و السلوك تجاه الأكل

و التغيرات النفسية التى تطرأ على الشخص نتيجة لممارسة الرياضة تختلف عن تلك التى تطرأ على جسمه

لأن التغيرات الجسمانية تحتاج لشهر على الأقل حتى تبدأ فى الظهور أما التغيرات النفسية فهى تغيرات سريعة

تحدث بمجرد ممارسة الرياضة ..



و لكن ما هى تلك التغيرات ؟

التخفيف من حدة التوتر ، فالشخص المتوتر يرتفع لديه حدة النشاط الكهربى الذى يؤثر على العضلات مسبباًِ

الشد و التقلص ، ولكن بممارسة الرياضة يقل مستوى النشاط الكهربى مما يساعد على إرتخاء العضلات ، 

* الشعور بالإرتخاء و الذى قد يمتد لمدة ساعتين بعد ممارسة الرياضة ..

* إستعادة الثقة بالنفس ..

هذه الإستجابات النفسية للرياضة هى ما جعلتها أفضل وسائل العلاج الطبيعية لحالات الإكتئاب 

و الإحباط و التوتر ..

و قد ثبت أن إقتران العلاج النفسى الدوائى بالرياضة يعجل بشفاء المرضى لأن الرياضة تعتبر مضاد

طبيعى للإكتئاب ..

و لكن مثل أى دواء أخر ، فإن الإفراط يؤدى إلى مضاعفات و أثار جانبية غير مستحبة ، لذا يجب

عدم الإفراط فى ممارسة الرياضة لتجنب ألم العضلات ، و التمزق و الإلتواء و الكسور الناتجة عن فرط

إستخدام المفاصل و العظام و العضلات كما أن إزدياد معدل ضربات القلب أكثر من اللازم يؤثر على الجهاز

الهضمى و يسبب الإجهاد وله أثار سلبية على المخ قد تؤدى إلى الإكتئاب و التوتر ..



فقد ثبت أن فرط ممارسة الرياضة يسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر ..

و من أهم فوائد الرياضة إنها تحد من الإصابة بإرتفاع ضغط الدم و أمراض القلب الناتجة عن التوتر

و الضغوط النفسية ، و أفضل الرياضات للعلاج النفسى هى السير و الجرى و ركوب الدراجات و السباحة

و كلها رياضات هوائية ( أيروبيك ) أى تساعد على إزدياد معدل التنفس و ضربات القلب ..

و ينصح الأطباء بعدم التفكير فى أى مشكلات أثناء ممارسة الرياضة و الإبتعاد بالذهن عن كل ما

يسبب التوتر و التركيز فقط على الأداء الرياضى نفسه فإذا كنت تمارسين السير مثلا ، ركزى على

رفع خطوات قدميك على الأرض لتنفصلى بذهنك تماماً عن الحياه و مشكلاتها حتى تصل إلى

مرحلة تشعرى فيها بإنك تحلقين بعيداً عن كل شىء يحيط بك ..

عليك كذلك بممارسة الرياضة بعيداً عن الزحام و الضوضاء وعدم ممارستها فى أماكن تسبب لك التوتر

كأن يكون للمكان ذكرى مؤلمة أو يكون به أشخاص لا تستريحين لرؤيتهم ...




0 comments:

إرسال تعليق

الرجاء كتابة تعليق واختيار مجهول فى الاسفل